الخميس، 15 يوليو 2010

عن الكرسي الهزّاز و المخلوقات الوهميّة

جالسة هي في أحضان كرسيها الهزاز تتأرجح ..يهتز شعرها ذهاباً و اياباً متوازياً مع حركة بندول الساعة في الحائط المقابل....تنتظر المخلوقات الخيالية الوهمية الصغيرة لتأتيها من تحت البطّانية,من بين طيّات القصص, من داخل علبة الالوان، من شرفة غرفتها الصغيرة .. او من حوض السمك المدور..فتتسلّق الكرسي الهزاز لتدغدغ قدميها بلطف وتهمس في اذنها بوداعة وتبعث في نفسها بأمل جديد...
تحملق في السقف , تشرد في تفاصيل السجادة .. تهرش في رأسها, تلتفت فجأة لتعدل من وضع جسمها فتجدها تنظر لوجهها في المرآه , تحاول ان تبتسم فلا تستطيع .. تشيح بوجهها بعيداً .. تستمر في التأرجح .. تغفو قليلاً..لا تدري كم من الوقت مرّ عليها وهي نائمة لا تزال تتأرجح..!
يفاجِئها خبر موت أحد المخلوقات الوهمية العزيزة عليها و التي كانت تساهم بشكل من الأشكال في اضافة القليل من الوردي الجميل الى الكحلي الغامق فلا تجعله يبدو شديد العتامة!!
تصمت أفكارها لبرهه و تشرد في فضاء الغرفة... تتساءل في دهشة متى حدث كل هذا؟ .. فهي لم تغفو إلا بضع ساعات فقط او هكذا ظنّت..تتذكّر فتدمع عيناها مكونةً جداراً زجاجياً لا يستطيع الصمود طويلاً فينهار وتنساب معه الدموع الساخنة على وجنتيها..تزداد شدّة تأرجحها .. تصمت..تشرد..تنام..تصحو..تتأرجح..تبكي..تنشج..تضحك..تمرض.. تكافح..تقاوح..وتتأرجح.. تسقط النوتة الصغيرة من يدها وهي نائمة على الكرسي .. فتصحو فجأة و تنظر الى الساعة ..يا إلهي لقد لتجاوزت الثامنة لن تستطيع اللحاق على أي حالٍ من الأحوال , تنهض بتثاقل من فوق الكرسي تلمس قدميها أرضية الغرفة الباردة .. تشعر بثبات الارض من تحتها, تشعر بصفاء ذهني غريب, تتلفّت حولها لتجد أثاث الغرفة ينظر لها بثبات وعلبة الالوان ملقاة باهمال على المنضدة في زاوية الغرفة..تتحرك الستائر ..تنظرلها بترقب لعلها تكون احدى المخلوقات الوهمية, و لكنّها لا تجد شيئاً مجرّد نسمة عابرة حلّقت في سماء الغرفة وغسلت وجهها ثم عبرت بجانب النوتة و استقرّت اسفل الكرسي.. اللذي ما زال يتأرجح..
تنحني لتلتقط النوتة الصغيرة و تمضي في الطرقة الخالية عازمة في قرارة نفسها علي الّا تترك نفسها فريسة للكرسي الهزّاز مرّة أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق